في معرفة الرجال





في معرفة الرجال || بزوغ نجم خالد بن الوليد في غزوة مؤتة ..
لما خرج المسلمون في غزوة مؤتة فاستشهد حاملو الراية الثلاثة زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة أخذ الراية ثابت بن أقرم فقال : يا معشر المسلمين اصطلحوا على رجل منكم، فقالوا: أنت .. قال:ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد المخزومي.
فلما أخذ خالد الراية قاتل قتال الأبطال الشجعان، حتى تكسرت في يده تسعة أسياف، ثم استعمل دهاءه وحنكته الحربية، فانحاز بالجيش جانبًا، وأنقذه من الهزيمة، وكان الليل قد أرخى سدوله، فانتهز خالد بن الوليد هذه الفرصة، وغير نظام الجيش فجعل المقدمة ساقة والساقة مقدمة، والميمنة ميسرة، والميسرة ميمنة، وصفّ صفًا طويلًا وراء الجيش ..فلما أصبح الصباح، وتقابل الجيشان أنكر الروم ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئاتهم، وسمعوا من الجلبة وقعقعة السلاح ما جعلهم يظنون أن مددًا وصل المسلمين، فرعبوا وانكشفوا، وما زال خالد يحاورهم ويداورهم والمسلمون يقاتلونهم في أثناء انسحابهم حتى خاف الروم، فتحاجز الفريقان وانقطع الرجال ..
وقد أبلى المؤمنون الشجعان بلاء حسنًا، في ذلك اليوم، وبفضل شجاعتهم وثباتهم تبدلت هزيمتهم نصرًا، وكيف لا يكون نصر وقد صمد جيش المسلمين الثلاثة آلاف أمام جيش تعداده مائتا ألف؟، وانسحابهم وهم موفورو العدد والعدة محفوظو الكرامة، وإنه لشئ نادر في تأريخ الحروب أن يقف رجل واحد أمام سبعين من الجنود المدججين بالسلاح، ولكنه الإيمان الذي يرسخ في القلب، ولعل ما يثير العجب أن جميع من استشهد من الجيش الإسلامي في غزوة مؤتة لا يزيد عن اثنى عشر شهيدًا !!


الإبتساماتإخفاء

http://salmaasaly255.blogspot.com/

احدث مواضيعنا

أرشيف المدونة الإلكترونية

المتابعون